الأحد، 21 يوليو 2013

التعريف بالمدينة




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

ورزازات المغربية 


ورزازات عبارة أمازيغية مركبة من كلمتين، «وار» وتعني دون، و«زازات» وتعني الضجيج. هكذا اختار أهل المنطقة أن يطلقوا هذه التسمية التي تعني «دون ضجيج» على هذه المدينة التي بنيت انطلاقا من عام 1920 حول ثكنة عسكرية أقامتها سلطات الحماية الفرنسية عند مفترق الطرق المؤدية الى واحات وادي درعة ومنها الى الصحراء الغربية من جهة، وواحات وادي زيز ومنها الى الصحراء الشرقية من جهة أخرى. وظلت هذه المدينة الهادئة، المقامة على ضفة وادي زات، مثالا للمنطقة النائية التي تفتقد أبسط الضروريات، كما تعكس ذلك مقولة شعبية يتنذر بها أبناء المنطقة «الله يحفظك من ذئاب تاغات، وبرد تلوات، وجوع ورزازات» (تاغات وتلوات منطقتان جبليتان).
لكن هيهات. فالخصائص الطبيعية لمحافظة ورزازات، التي تحمل اسم هذه المدينة، والتي تمتد على مساحة شاسعة تفوق مساحة بلجيكا وهولندا واللوكسمبورغ مجتمعة، جعلتها ذات جذب سياحي لا يقاوم. حتى أن كثيرا من الغربيين، يعتبرون طنجة والرباط والدار البيضاء، وحتى فاس ومراكش، مدنا شبيهة بنظيرتها الأوروبية، وان القارة الافريقية، التي تثير فضولهم، تبدأ انطلاقا من ورزازات. وهناك رحلات «شارتر» تربط مجموعة من الدول الأوروبية بورزازات مباشرة، ذهابا وايابا.



* وتتميز هذه المنطقة باختصارها الفريد لمتناقضات المغرب. فهي تضم في وقت واحد، الثلوج التي تعمم هامات الجبال، وكثبان الرمال. والفيافي الجرداء، والواحات الخضراء. والمنابع التي لا تنضب، والأودية الجافة وأشهرها وادي العطش. كما أنها أرض الزراعات الخاصة التي تكاد لا تنبت، في المغرب كله، الا في هذه المنطقة شبه الصحراوية، مثل النخيل والحناء والزعفران الحر والورد البلدي.
هذا التميز المتنوع في الطبيعة العذراء، وفي أزياء المنطقة وأهازيجها ومعمارها ونمط العيش بها، كان له تأثير كبير في جعلها حاضرة السياحة الجبلية والصحراوية في البلاد. وهو كذلك، دون شك، سبب اقبال السينمائيين العالميين الذين جعلوا منها «هوليود أفريقيا». 

 ستوديو الاطلس


















الأربعاء، 17 يوليو 2013

قصبة ايت بن حدو








قصبة تاوريرت .


قصبة تاوريرت : التشييد و الأدوار التاريخية  




يتداول كثير من أبناء و ساكنة ورزازات عبارات من قبيل : "نتلاقو حدا القصبة ديال تاوريرت"، "غتكون السهرة ديال المهرجان حدا القصبة ديال تاوريرت" ... و كثير من النسوة و الشباب يستمتعون في أمسيات الصيف خاصة بمنظر الأضواء على أسوار و أبراج هدا الصرح المعماري، دون أن يدركوا ما تخبئه تلك الأسوار من أحداث و أسرار شخصيات لعبت أدوارا كبيرة و كثيرة في صناعة تاريخ المنطقة سياسيا و اجتماعيا و ثقافيا... بل الأدهى أن أغلب المسؤولين بورزازات لا يعرفون تاريخ المنطقة، مما قد يجعلهم يتخدون قرارا بهدم مآثر لا يدركون أهميتها التاريخية، و هم بدلك يرتكبون جريمة في حق تراثنا دون أن يعلموا... مما يستدعي منا وقفة للتأمل في تاريخه الذي يجهله أغلبيتنا بهدف فهم حاضرنا، فما هي قصبة تاوريرت؟

إن عملية تشييد قصبة تاوريرت مرت بمرحلتين الأولى في عهد الأسرة الواوزكيطية، و الثانية في عهد الأسرة الكلاوية.

- المرحلة الأولى : تاوريرت القصر :

كانت تاوريرت قبل الأسرة الواوزكيطية عبارة عن قصر (بمعنى دوار") "تغليت" أو "إغرم نتسيارت" و الذي يوجد في موضع بضفة واد ورزازات (يجهل اليوم الموقع بالضبط)، الذي هو من روافد واد درعة. هدا الأخير الذي ينبع من عمق الأطلس الكبير، و هو نهر موسمي، و صفه الحسن الوزان (أحد المؤرخين المغاربة في كتابه "وصف إفريقيا") في معرض حديثه عن وادي درعة، بأن ضفافه مجال للاستقرار البشري، يقول : "يقيم السكان على ضفاف النهر الذي يحمل نفس الاسم، و يفيض طورا في الشتاء حتى كأنه بحر ثم يجف طورا آخر في حين يمكن عبوره بالأقدام، و عندما يفيض تسقى البلاد كلها.

و كان من وراء تغيير دلك الموضع سكان القصر، أو بالأحرى الأعيان و الغرباء الثلاث الدين هم من أولياء سيدي يحيى و هم : الناجم، و ادمحمد، و يحيى الدين نزلوا ضيوفا عند أولئك السكان، و كانت معرفتهم بأحوال الوادي كبيرة لقدومهم من درعة (زاكورة) و بالضبط من "الدويرات".

و اعترافا منهم بحسن الصانع الذي قدمه إليهم أعيان "تغليت" نصحوهم بمغادرة ضفة الوادي إلى قمة التل (تاوريرت بالأمازيغية) الذي يشرف على القصر. و قد رضي كل من "ايت بوخروش" و "ايت باحدو" و "الصنهاجي" و "ايت باصالح" و "ايت لشكر"(من الأسرة اليهودية القاطنة بالقصر)، بنصيحة أولئك الأولياء لتلافي خطر تلك الفيضانات المفاجئة.

و كان إيمان و اعتقاد أهل المنطقة بكرامات الأولياء و خوارقهم كبيرا في دلك الوقت، و من بين التي حفظها أهل تاوريرت : أن أحد الأولياء وضع ثوبا تحت شجرة بالقرب من التل (تاوريرت) فتفجرت منها عين من الماء استبشر بها أعيان القصر، فشرعوا في بناء جديد فوق التل. و كانت أول بناية بالتل هي "تمصريت نمناين" كإقامة للفرسان و كمؤسسة سياسية تقوم على تدبير شؤون القبيلة و الدفاع عن مصالحها.

- المرحلة الثانية : تاوريرت القصبة :

تقع القصبة في المرتفع الذي يحده شرقا دوار سيدي داود، حيث توجد قبة الوالي الصالح سيدي داود، و شمالا مقر تعاونية الزرابي و الصناعة التقليدية، و كانت عبارة عن بيادر (انرارن) للقائد حمادي و لأهل تاوريرت فيما مضى، و جنوبا واد ورزازات، و غربا المنطقة الفندقية حيث يوجد فندقا "إبيس و ميركير" أو ما يسمى قديما بدوار تمغزازت، حيث توجد مقبرة لازالت شاهدة على هدا الدوار، و توجد بالضبط أسفل فندق "أزغور" (بينه و بين مديرية التجهيز لورزازات) و إلى اليوم مازالت قبة الولي الصالح بهده المقبرة قائمة تصارع الزمن و النسيان.

و توجد القصبة الرئيسية التي يوجد بها اليوم "مركز حفظ و توظيف و صيانة التراث المعماري بمناطق الجنوب و الأطلس الكبير، التابع لوزارة الثقافة"، بجانب قصبة "أيت سي كريم" و هي خالية اليوم و مهددة بالخراب، و قصبة "سي محمد العربي بن المدني الكلاوي" قائد المنطقة الجنوبية في أيام الحسن الأول، و قد بنيت قصبة تاوريرت حوالي سنة 1171 هجرية، 1754 ميلادية.

و حين استثب الأمر لحمادي الكلاوي قام بتوسيعها، حيث قام بجلب البنائين من "ايت بويحيى" و "امغران" و "دادس"، و التراب من المنطقة التي تسمى "حي واد الدهب" اليوم، و الأخشاب من "واحة فينت" ; و "واحة إغلس" و "واحة تكنزالت" و "واحة تمايوست" و من الأراضي الفلاحية التي قام بمصادرتها من الأهالي.

أما نوعية العمل فهو جماعي لكنه إلزامي "الكلفة" و إجباري باستغلال أفراد الدواوير التابعة لدائرة نفوذه بالتناوب، حيث عرف عن الأسرة الكلاوية التسلط و البطش بمن لا ينفد الأوامر، (و نذكر على سبيل المثال برج بالقصبة يسمى "برج أيت أكضيف" حيث بناه هؤلاء الأخيرين كعقوبة بالترهيب و القتل و التعذيب بعد رفضهم لبعض أوامر حمادي الكلاوي). و يستثنى من هدا العمل الإجباري فئات اجتماعية تحظى بتقدير و احترام القائد الكلاوي وهي : الفقهاء، و حفظة القرآن، و الأشراف (إكرامن) ثم الأرامل. إلا أن القصبة في عهده تظهر بنوع من العظمة و الأبهة و وسعت من اختصاصاتها، فتجاوزتها من كونها مأوى للكلاوي و حاشيته (الحريم و الخدم) إلى مقر للسلطة الجهوية، حيث أعطيت لها الأهمية باستعمال مواد التزيين و الزخرفة من الخشب المنقوش على سقف بعض الغرف : كغرفة الأكل و قبة "للاسيدي" (زوجة الكلاوي الأولى و الرئيسية).

و تتوفر القصبة على بابان رئيسيان هما : باب شمالي، هو "إمي ننرارن" (باب البيادر) و الذي هو المدخل الرئيسي اليوم من جهة المدرجات، و يؤدي إلى "أرحبي نكلد" (ساحة الملك) التي تقام فيها حفلات أحواش، كما كان الكلاوي يتناقش فيها مع القبائل و التجار شؤونهم من خلال شرفة تطل عليها، و في أحد أركان هده الساحة يوجد مدفع من صنع ألماني يعود تاريخه إلى 1884م، و هو هدية من الحسن الأول للمدني الكلاوي، قائد المنطقة الجنوبية في عهده، و هدا الباب مخصص للكلاوي و حاشيته و الضيوف، كما يوجد بالداخل "ارحبي نكنسو" (ساحة الداخل) خاص بالحريم و الخدم. و باب جنوب شرقي، هو "إمي ننضاف" أي باب الحراس، و بعد الترميم يعلوه برج مرتفع نسبيا، و هو خاص بالعامة (المدخل من جهة دوار سيدي داود).

و سأعود في حلقة أخرى للحديث عن بعض الأحداث و الشخصيات داخل قصبة تاوريرت، و التي صنعت تاريخ المنطقة. كما أنني سنحاول تسليط الضوء في حلقات على كل أيقونات تاريخ منطقة ورزازات.

و أشكر بالمناسبة السيد عبد الله أيت فاتح، على المجهودات التي بدلها لحفظ العديد من الوقائع و الأحداث، و نثمن عمله كثيرا.

محمـــــــد أزكيـــــــــغ
من أبناء ورزازات



  • لمزيد من الصور زوروالقسم الخاص بالصور

صور لقصبة تاوريرت



صور جميلة لقصبة تاوريرت :

 















من روائع القصص الشعبي الامازيغي


يحكى أن راعيا في منطقة جبلية من مناطق ازيلال الرائعة ’ يراقب وحيدا ماشيته وهي ترعى بين أشجار البلوط . فجأة يجد نفسه واقفا أمام امرأة حسناء ’ تنظر إليه في ابتسامة جذابة ’ لم يعرف الراعي ما العمل ’ نسي أغنامه واقترب من التحفة الجميلة مبهورا ليسألها :
- سيدتي هل تقبلين هذا الراعي البسيط الجاثم على ركبتيه زوجا لك ؟
- قف على قدميك ’ فأنت نعم الرجال الذين يكدحون بالعرق بحثا عن مال الحلال ’ ولما أرفضك ؟ . كاد الراعي "موحى" أن يغمى عليه ’ لولا تمسكه بيد الحسناء الساحرة .
- اطلب منك أن ترافقيني إلى بيت "صاحب الماشية " لنقسمها ’ وبنصيبي منها نقيم عرسا كبيرا يبقى خالدا في القبيلة .تبتسم الحسناء من جديد ’ ويزيد التصاق "موحى" بها غير مهتم بقطيع أغنامه . يتفق الخطيبان على الذهاب إلى بيت مالك الماشية . نسي الراعي مسؤوليته "مسؤولية الرعية " الشيء الذي فتح المجال للذئاب تفترس القطيع لان المسؤول غائب . يصل الراعي مع حسنائه إلى باب بيت رب الماشية ’ يدق الباب ليخرج "ميمون المالك للماشية ’ يصطدم هذا الأخير ببريق جمال الحسناء ’ ولولا استقبال الراعي له لهوى مغمى عليه أمام جمالها ’ يعرض عليه الراعي فكرة إنهاء عقد رعي الغنم واقتسام الأرباح ’ وبدل قبول الفكرة من الراعي ’ توجه مالك الماشية إلى الحسناء ’ مهملا راعيه "موحى ليتحدث مع الجميلة :
- أنا صاحب المال والقطيع ’ تزوجي بي وابتعدي عن هذا الحقير المتسخ !!!
- تحت أمرك يا صاحب المال ’ وكيف سيتم هذا الزواج السعيد ؟
- نذهب جميعا إلى القاضي الحكيم المقيم بالبلد ’ ليرى أي منا –المالك أو الراعي – يحق بك كزوج سعيد ؟ . ينسى "ميمون" زوجته القروية بأبنائها وبناتها العشرة ’ مشغوفا بالحسناء الجميلة ’ متصدعا ببريق روعة نظراتها الأخاذة الساحرة ... يتجه الثلاثة إلى منزل القاضي حاكم البلد ’ للبث في إشكالية هذا الجمال الفريد من نوعه. يخرج القاضي من منزله وهو يتمايل ذات اليمين وذات الشمال في ملابس من الحرير كأنه ديك رومي ينقر الحب لإغراء الدجاج :
- سلام على المقام العالي بالبلد ’ "أنا ميمون "رب ماشية أغنام وهذا منافسي الحقير راعي أغنامي "موحى " ’ وهذه الحسناء قضيتنا ’ كل واحد منا يريدها لنفسه زوجة وملكا له . فما عساك تراه سيدي عدلا بيننا ؟. يلتفت القاضي الحكيم إلى وجه الحسناء ’ ليشعر بقشعريرة كهربائية تسري بين ضلوعه وأطراف جسمه ’ كان سببها أيضا جمال الحسناء الواقفة بجانبه .
- أرى أن هذا الجمال الرائع الواقف أمامي ’ لا يستحقه إلا من يحكم الناس ’ ويخاف منه الجميع ’ وحتى لا أطيل عليكم في فصول وبنود الأحكام القضائية ’ فاني أنا القاضي " سي عباس" المحترم الوحيد والممكن التفضل كزوج قادر على تحمل مسؤولية الزواج بهذه الحسناء .
بدأت الأصوات ترتفع ’ والأيادي تشتبك ’ وكثر ت الاندفاعات والمناقشات حول من يستحق الحسناء الجميلة ’ وفجأة نطقت الحسناء لكي تضع حدا لهذه الفوضى والبلبلة لتقول للجميع :
- أشكركم على مدى اهتمامكم الكبير بجمالي المتواضع الموهوب من الخالق العظيم ’ ولكي أكون على صواب تام في اختياري الزوج اللائق ’ دون إحداث أي حقد من الآخرين ’ واسمحوا لي أن أقدم لكم نفسي’ أنا هبة من الله سبحانه وتعالى
لكم معشر الناس’ واسمي " الدنيا " . سنقوم بسباق وجري ’ ومن منكم استطاع لمس جسدي كمتسابق أول ’أصبحت زوجته . فعلا انطلقت الدنيا كالسهم إلى عالم بعيد الأفاق ’ ومن خلفها ’ المتنافسون : موحى "الراعي" و"ميمون الغني "و "سي عباس القاضي ببطنه الكبير كالطبل وصلعته اللامعة تحت أشعة الشمس المحرقة " من اجل الحصول على الدنيا الحسناء الجميلة إلى يومنا هذا ’ والسباق مستمر . وإلى حد الآن لا نعرف متى سينتهي هذا السباق الدنيوي

قصة العلم الأمازيغي؟


كانت البداية من جزر كناريا في إطار أشغال مؤتمر الكونغرس العالمي الأمازيغي الذي انعقد بتافيرا صيف 1996.حيث نظمت لجنة الإستراتيجيات ورشة تلقت خلالها نموذج للعلم الإمازيغي مقترح من طرف جمعية التضامن الكنارية solidaridad canaria  وبعد مناقشة وتحليل مغزى الألوان وحرف ازا التي يحتوي عليها تم تبني النموذج، وأحيل على المؤتمر في جلسته الختامية للمصادقة عليه، إلا أن الخلاف بين المؤيدين والمعارضين له لم يفض إلى أي اتفاق، إذ أن هناك من رأى فيه مسا لسيادة الدول.



لكن الجمهور الحاضر احتضن العلم دون تقديمه للتصويت. وكان أحمد أدغيرني من بين الثلاثة الذين قدموا العلم إلى جانب مناضل من جزر الكناري، وآخر من طوارق مالي. وقد قام هذا الأخير بحمل العلم إلى مالي وأصبح علما رسميا للجبهات الثورية الطوارقية.أما بالنسبة للمغرب فإن النسخة الوحيدة التي استقدمها أحمد ادغيرني سلمها لجمعية "تمسمان" بالمنطقة التي وقعت بها معركة "أنوال" بالريف، وقام مناضلو الجمعية باستنساخ أعداد كبيرة منها بمدينة الناضور ومن تم انتشرت هذه الأعلام في جميع مناطق المغرب.

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

نَّانْ وِيلِّي زْرِينينْ



السلام عليكم ورحمة الله
نضـع بين أيديكـم بعض الامثال والاقوال الامازيغية القديمة
نتمنـى أن تنـال اعجابكـم


إنَّايَاسْ أُومُوشْ سُوفْ هْلّي إِمَّا رْبِّي أَيْتْمَاغْنْ
يقال عند قلة الحيلة

يَانْ إِلْسَانْ إِيقْشَّابْنْ نْ وِييَّادْ أُورْ إِلْسَا
يا من لبس لباس الآخرين، أنت عريان

يُوفْ كَـَارْ إمْنْسِي كَـَارْ أَوَالْ
المعاملة الحسنة مع الغير قد تشفع لك عن بعض أخطاءك

أورْنْ كَِيسْ تْكَِيتْ أبْلا صُودْ أَلْعْوَادْ
ويقال هذا المثل لمن يتحدث عن إنجازات حققها الأخرون

إِيضَانْ ِلي ؤُرْ إِكـْسَّانْ ءَايْسْخْسَارْنْ وِيلِي كْسَّانْ
مصاحبة رفقاء السوء تؤدي إلى التأثر بهم

إزْوَارْدْ سْوِينْكَمْ سَاوْلْ
فكر أولا ثم تكلم

لحْبَاقْ ؤرْ جُّو تَّالْغْ أَكَـَايُّونْسْ
مدح الشخص لنفسه قد يؤدي به إلى الغرور

أُوتْ أُوزَّالْ ئيغْ سُولْ إِرْغَا
أضرب الحديد مادام حاميا (لا تفوت الفرصة)

زيِمْزِي إِيخْفْنْكْ أَيْمْغُورْ وُولْ نْكـْ
الدعوة إلى التواضع وعدم التكبر أو الاستعلاء

أُورْ إِلا كْرَا بْلا كْرَا
لا يوجد سبب بدون مسبب

أُورْ تْسَاسْوَا وَانَّا غْ تْرْغَا دْ وَانَّا سِيسْ إرْقَّانْ
هناك من يحمل همَّا ويؤرقه، فيما غيره لا يهتم به

كَارْ أَمْكْسَا سْنَاتْ تْوَالْ أَيْكْسَّا
يقال هذا المثل لمن يحمل مسؤولية يجهل عنها كل شئ

أَفُولّوسْ نْ نْكَرْ تْكْمَّا أُورَا إِجْلُّو
يقال هذا المثل لمن صار أسير بطنه

يُوفْ يَانْ آكـْ إِمْلانْ يَانْ آكـْ إِفْكـَانْ
تعلم إعتمد على نفسك بدل الإعتماد على الآخرين

شخصيات امازيغية لن ينساها التاريخ .



عرفت الممالك الأمازيغية القديمة في شمال أفريقيا نهضة ثقافية وفكرية ودينية نشيطة بفضل أبنائها الذين كرسوا كل جهودهم من أجل خدمة الهوية الأمازيغية ولغتها وحضارتها،
والوقوف ضد الغزاة والمحتلين الرومان والوندال والبيزنطيين الذين استهدفوا السيطرة على شعوب تامازغا وتقسيم الأمازيغيين إلى ليبيين ونوميديين وموريين أو تقسيم البلاد إلى أفريكا ونوميديا وموريتانيا والتي بدورها تم تقسيمها إلى موريتانيا القيصرية (الجزائر) وموريتانيا الطنجية ( المغرب) من أجل استغلال ثروات هذه البلدان وإذلال شعوبها وتركيعها ومسخ هويتها. بيد أن الأمازيغيين حاربوا هؤلاء المستعمرين القساة الطامعين وصدوهم بقوة وصمود . وقد أظهر كل من ماسينيسا ويوغورتة وتاكفاريناس وإيدمون ودوناتوس شجاعة نادرة وبسالة كبيرة في التصدي والمقاومة والمواجهة مازال التاريخ القديم يشهد بذلك عبر صفحاته الناطقة. وسنحاول في هذه الدراسة المتواضعة أن نركز على بعض الجوانب الثقافية والأدبية والدينية والعلمية في الحضارة الأمازيغية القديمة مستعرضين بعض الشخصيات الأمازيغية التي خدمت الساحة الفكرية المحلية والجهوية والعالمية. أ‌- المثقفون السياسيون الأمازيغيون:
1- الملك يوبـــــا الثاني: يعتبر يوبا أو جوبا الثاني من كبار العلماء والمثقفين الأمازيغ إذ كان يمتاز بسعة العلم والاطلاع، وكان كثير السفر والبحث والتجوال وموسوعي المعارف والفنون. وقد ألف كثيرا من الكتب والبحوث والمصنفات ولكنها لم تصل إلينا سليمة، بل ثمة إشارات إليها في كتب المؤرخين مبثوثة هنا وهناك... هذا، وقد تمكن يوبا الثاني ومن بعده ابنه بطليموس من توحيد القبائل الموريتانية في إطار مملكة مورية، ويعني هذا أن يوبا الثاني وحد القبائل الامازيغية في المغرب واتخذ عاصمتين لمنطقة نفوذه " شرشال" في الجزائر أو ما يسمى ب" قيصرية" إرضاء للروم و " وليلي" عاصمة له في المغرب . وأنشأ حكما ديمقراطيا نيابيا تمثيليا، وشجع الزراعة والصناعة والتجارة. كما اهتم بالجانب الثقافي والعلمي والفكري ، فأعد خزانة ضخمة جمع فيها أنواعا من الكتب والوثائق العلمية والتاريخية، واستقطب نحو عاصمته كبار العلماء والأطباء من اليونان والرومان، وأمر بجمع النباتات الطبية والأعشاب. وشارك في رحلات علمية استكشافية داخل جبال الأطلس ونحو جزر كناريا الحالية. وجمع رحلاته العلمية وكشوفاته الطبيعية والجغرافية وأحاديثه عن المغرب في ثلاثة مجلدات ضخمة سميت" ليبيكا"، ومن أحسن ما تضمنته ليبيكا قصة "الأسد الحقود" التي مازالت تروى من قبل الجدات في عدة مناطق أمازيغية في المغرب باللغة البربرية كما ورد في كتاب"لمحة عن ثلاثة وثلاثين قرنا من تاريخ الأمازيغيين" . ويقول الباحث المغربي محمد شفيق عن يوبا الثاني بأنه كان يكتب" باليونانية في التاريخ والجغرافيا والفلسفة والأدب وفقه اللغة المقارن، فتعجب من نبوغه " فلوتارخوسPlutarkhos" ومن كونه" بربريا نوميديا ومن أكثر الأدباء ظرفا ورهافة حس"....ونصب له الأثينيون تمثالا في أحد مراكزهم الثقافية...تقديرا لكفاءته الفكرية. وقد نقل عنه علماء العصر القديم، وحسده معاصروه منهم ونفسوا عليه نبوغه، بصفته بربريا barbarus ، وكأن نفاستهم عليه تسربت إلى نفس المؤرخ الفرنسي Stéphane Gsell ، إذ ما فتئ Gsell يحاول أن يغض من قيمة أعمال يوبا الفكرية، فتبعه في ذلك تلامذته من الأوربيين الذين أرخوا للمغرب الكبير في عهد الاستعمار الفرنسي، كما تبعوه في تحاملهم على أبيه يوبا الأول من أجل حرصه على سيادة مملكته. والدافع عند Gsell ومن تبعوه هو أنهم كانوا يعتبرون الفرنسيين ورثة للرومان في أفريقية الشمالية، ويرون أن "الأهالي " Les indigènesلا يمكن أن يكونوا إلا "أهالي" في الماضي والحاضر على السواء، بما أشربته الكلمة في لغتهم إذاك من معاني الاحتقار." . و إذا انتقلنا إلى مؤلفات يوبا الثاني فهي كثيرة لا يمكن عدها أو حصرها، ومنها: " تاريخ بلاد العرب" الذي وضعه لتعليم يوليوس قيصر إمبراطور الرومان، و"آثار آشور" وقد كتبه بعد أن رأى بلاد الأشوريين واستمتع بحضارتهم وثقافة بلاد الهلال الخصيب، كما كتب عن "آثار الرومان القديمة" ، و" تاريخ المسارح " الذي تحدث فيه عن الرقص وآلاته الموسيقية ومخترعي هذه الفنون، وكتب " تاريخ الرسم والرسامين" ، وكتاب "منابع النيل" بله عن كتاب "النحو" و"النبات". ويظهر لنا هذا الكم الهائل من الكتب أن يوبا الثاني كان من المثقفين الأمازيغيين الكبار الذين تعتمد عليهم الإمبراطورية الرومانية في التكوين والتأطير والتدريس وجمع المادة المعرفية المتنوعة التي تتمثل في الجغرافيا والحفريات واللغويات والفنون والتاريخ والطبيعيات... وكانت ليوبا الثاني مكانة كبيرة في المجتمع الروماني مادام قد حظي بتدريس يوليوس قيصر الروماني وسهر على تثقيفه وتعليمه. وبالإضافة إلى ذلك، فقد كان يوبا الثاني يهتم بتجميل الحواضر وتزيينها على غرار الحواضر الرومانية تقليدا بفن عمارتها وهندسة مبانيها وجمال مدنها كما يقول المؤرخون "خاصة عاصمتيه أيول( قيصرية) وأوليلي، مما يعكس ذوقه ومدى الرخاء الذي شهدته مملكته، فضلا عما يمكن استنتاجه من كون تشجيع الحياة الحضرية يدخل في إطار السياسة الرومانية الرامية إلى تدجين الأمازيغيين. خلاصة القول: إن يوبا الثاني أيضا " حكم موريتانية تحت مراقبة روما وبالنيابة عنها طوال الفترة بين 25 قبل الميلاد و23 قبل الميلاد قام خلالها بتمهيد السبيل أمام الحكم الروماني." وعلى الرغم من ذلك، فقد خدم يوبا الثاني الثقافة الأمازيغية حتى أصبح نموذجا يحتذى به في البحث الجغرافي ومجال الاستكشاف الطبيعي والتنقيب الميداني. ب- الأدباء الأمازيغيون:
1- الروائي أبوليوس أو أفولاي: نشأ لوكيوس أبوليوس أو أبوليوس الماضوري في أسرة أرستقراطية في مدينة مـداوروش بالجزائر قرب سوق هراس سنة 125م. إذ كان أبوه أحد الحاكمين الاثنين في أوائل القرن الثاني في هذه المنطقة، و كان أبوليوس أشهر كتاب و شعراء هذا العهد. لقد درس هذا الأديب الأمازيغي الأصل بقرطاج، حيث أخذ من كل الفنون بطرف، و كانت هذه المدينة الإفريقية عاصمة فكرية و سياسية في آن معا، و نبغ فيها هذا الأديب، وتخصص في المسرح و نبغ فيه إذ كان القرطاجيون يهتفون به في المسرح، و كان يقول لهم:" إني لا أرى في مدينتكم إلا رجالا كرعوا من مناهل الثقافة، وتبحروا في جميع العلوم: أخذوا العلم صغارا، و تحلوا به شبانا ودرسوه شيوخا، إن قرطاج لهي المدرسة المقدسة في مقاطعتنا، و هي عروس الشعر في إفريقية، و هي أخيرا، ملهمة الطبقة التي تلبس الحلة"(13). وقد تابع أبوليوس دراساته العليا في اليونان ( أثينا) وإيطاليا و آسيا الصغرى، و لقد أعجب بالفلسفة السوفسطائية ، و الفلسفة الأفلاطونية المحدثة، والفلسفات ذات الطبيعة الصوفية الروحانية التي تضمن للمؤمنين حياة أبدية سعيدة(14). و بعد عودته الى بلده، اتهم هناك بممارسة السحر، فدافع عن نفسه بصلابة، و ألف في الموضوع كتابا عنوانه:" في السحرMagicae."(15).و سبب هذه التهمة أنه صادف أثناء إقامته في طرابلس أن وقع في مغامرة غريبة،" ذلك أنه ما أن تزوج من أم أحد أصدقائه، و كانت إلى ذلك الوقت ممتنعة امتناعا شديدا من التزوج ثانية، حتى اتهم بأنه سحرها، و قد أخذ أحد المحامين على نفسه، أن يقيم الدليل على أن يدافع عن نفسه دفاعا رائعا. لم يكن كله مقتنعا و أنحى على خصومه باللائمة، لأنهم خلطوا بين الفلسفة و السحر، و قد حرر خطابه بعد ذلك في صيغة إيجابية، فأصبح يعرف بالأبولوجيا (Apologie)(16). و لم تعق هذه التهمة مسيرته الفكرية، إذ سرعان ما توجه إلى قرطاج لممارسة العلم و تلقين الدروس لطلبة الثقافة و الأدب، فأصبح قبلة الأنظار في هذه المدينة، و المحاضر المحبوب الذي يعالج جميع المواضيع وخاصة الفلسفية منها (17). وعليه، فلقد نعت أبوليوس بمواصفات عدة، إذ كان غريب الأطوار و كثير المتناقضات فهو جدي و طائش و متطير و شاك و معجب بنفسه، و كان يدافع عن" المستضعفين" كثيرا.
و كان أبوليوس كاتبا مرموقا في عصره بين أدباء الثقافة العالمية، إذ نافس اللاتينيين و الرومانيين و اليونانيين على الرغم من تأثره بهم خلقا وتناصا ولاسيما في روايته الفانطاستيكية التي ألفها في أحد عشر جزءا، و بها وضعه تاريخ الفكر في مصاف كبار الكتاب العالميين الخالدين في كتابه ذاك الذي يسمى "التقمصات Les métamorphoses أو الحمار الذهبي (18)، علاوة على كونه مسرحيا و شاعرا كبيرا خاصة في ديوانه (الأزاهير) Florides ، وهو عبارة عن مقتطفات شعرية ألقاها في قرطاج وقد ترجمها إلى اللغة العربية الدكتور فهمي خشيم . ويضم هذا الديوان ثلاثا و عشرين قطعة من خطاباته تتفاوت طولا وقصرا، جمعها أحد المعجبين به" كباقة" جمعت أجمل زهور بلاغته، و كان يتبجح فيها بأنه يتقن الفنون على اختلافها، وكان يتوجه لمساعد القنصل في شيء من الخيلاء البريئة قائلا:" أعترف بأني أوثر من بين الآلات شق القصب البسيط، أنظم به القصائد في جميع الأغراض الملائمة لروح الملحمة، أو فيض الوجدان، لمرح الملهاة أو جلال المأساة، و كذلك لا أقصر لا في الهجاء و لا في الأحاجي و لا أعجز عن مختلف الروايات، و الخطب يثني عليها البلغاء، و الحوارات يتذوقها الفلاسفة. ثم ماذا بعد هذا كله؟إني أنشئ في كل شيء سواء باليونانية أم باللاتينية بنفس الأمل ونفس الحماس و نفس الأسلوب"(19). وقد أطلقت على روايته الغرائبية (الحمار الذهبي) تسميات عدة من بينها: المسوخ Les métamorphoses ، وقصة المسخ كما عند حميد لحمداني، أو "الحمار الذهبي" ( أو التحولات ) كما عند عمار الجلاصي، أو الحمار الذهبي فحسب كما لدى أبو العيد دودو ، أو" تحولات الجحش الذهبي" كما عند فهمي علي خشيم. وأسميها – شخصيا- رواية" الحمار الوردي"، لأن كلمة الورد أو الوردي تتكرر مرارا في متن الرواية، إذ وصف لوكيوس بأنه وردي البشرة، ووصفت حبيبته بأنها وردية اليد، والأكثر من ذلك أنه كان يحلم بالورد طيلة فترة تحوله، ويفر كلما رأى الورد أو ما يشبه الورد لأنه يجسم الخلاص بالنسبة إليه.


في ماذا ستفيدنا الأمازيغية ؟



كثيرا ما يطرح السؤال؛في ماذا ستفيدنا الأمازيغية أو ماذا ستعطينا  الأمازيغية؟ وماذا ستغير  الأمازيغية من الوضع الاجتماعي والاقتصادي  للمغاربة؟ وكم سيكلفنا ترسيم الأمازيغية؟ كما يتساءل البعض عن الإنتاج  باللغة الأمازيغية,فيقولون مثلا؛كم كتبا ألفت بالأمازيغية؟لكنهم في المقابل  لا يتساءلون كم فرصة منحت للأمازيغية لتفرض ذاتها؟ كيف نتساءل ونقيم  الإنتاج الأدبي الأمازيغي دون أن نستحضر ما عانته وما تعانيه من تهميش  وإقصاء وتحقير,بل ومحاولة إماتة وإقبار؟
إن الذين يطرحون مثل هذه الأسئلة إنما يعبرون عن موقف نفعي برغماتي في  تعاملهم مع الأمازيغية,والغريب,وكما العادة فهؤلاء لا يكلفون أنفسهم عناء  طرح نفس الأسئلة عندما يتعلق الأمر بالعربية, كأن يتساءلوا مثلا؛في ماذا  أفدتنا العربية طيلة هذه القرون؟ وماذا استفدنا من سياسة التعريب غير تخريب  التعليم وتهميش الثقافة الوطنية واستلاب ثقافي خطير واحتلال أسفل سافلين  من رتب التعليم؟ لم يتساءلوا يوما عن حجم ملايير الدراهم  من المال العام  استثمرت لخدمة و تنفيذ سياسة التعريب؟
لا يمكن بتاتا أن ننكر ما حققته اللغة العربية من مكاسب اقتصادية  واجتماعية وثقافية يضيق المجال هنا لذكرها,لكن إذا كان هذا هو حال اللغة  العربية التي استثمرت فيها أموال ضخمة لقرون,فإن الأمازيغية هي الأخرى  ستحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية وتنموية وثقافية مهمة,لو أتيحت لها الفرصة  وجندت لها كل الوسائل المادية والمعنوية و اللوجيستيكية,وقبل هذا وذاك  الإرادة السياسية.
أكيد أنه لو توفرت للأمازيغية كل الإمكانيات لازدهرت ولازدهر بازدهارها  الإنتاج العلمي والأدبي والسينمائي والمسرحي,ولانتعشت الحياة الثقافية بصفة  عامة,ولانتشرت دور وشركات النشر والطبع المختصة في نشر المنتوج  الأمازيغي,والصحف والإذاعات والقنوات التلفزية الأمازيغية,و لا غرو حينئذ  أن هذا سيوفر موارد اقتصادية هامة ومصدر رزق للكثير من الناس,فمن ناحية  التشغيل مثلا,فازدهار الأمازيغية ودخولها لكل المؤسسات التعليمية والإدارات  والصحف…سيوفر مناصب شغل كثيرة من معلمين وأساتذة و مفتشين وصحافيين  ومترجمين,حيث ستنتعش الترجمة من وإلى الأمازيغية,وسيتمكن غير الأمازيغ من  الإطلاع على ثقافة وعادات هؤلاء من خلال الترجمة,وسيعرف الموروث الشفوي  الأمازيغي الغني والزاخر بالحكايات و القصص والعبر والأمثال والألغاز طريقه  إلى العالمية.
من الناحية التنموية فالأمازيغية ولا شك ستساهم في إنجاح الكثير من  “مشاريع التنمية”,إذ لا يمكن إغفال أهمية هذه اللغة في تقريب هذه المشاريع  من السكان وتوضيح أهميتها وفوائدها بالنسبة للسكان وتشجيعهم على الاستثمار  في مناطقهم,ومن ناحية التوعية الصحية والبيئية فالأمازيغية ضرورية,إن نحن  أردنا فعلا أن يكون لهذه التوعية مفعولها,وقد أدركت بعض الشركات أهمية  الأمازيغية في الإشهار للترويج وتسويق منتوجاتها,فأصبحت توظف الأمازيغية  وبكثرة في إعلاناتها الإشهارية سواء المكتوبة أو المسموعة,وهنا لا تخفى  علينا أهمية الموارد المالية الطائلة التي تجنى من الإعلانات واللوحات  الإشهارية,ولا تخفى علينا أهمية الإشهار في تسويق المنتوج,وهنا تظهر أهمية  و”فوائد” الأمازيغية .
إن أهمية الأمازيغية لا تقف عند هذا الحد,بل إنه في نظري لا يمكن  للمغربي أن يكون مغربيا إلا إذا كان يعرف الأمازيغية,فالكثير من المعلمين  مثلا والأساتذة و القضاة والشرطة يجدون صعوبات كثيرة في التواصل والتفاهم  مع التلاميذ والمواطنين,مما يضيع معه الكثير من مصالح الناس,الذين يواجهون  نفس مشكل التواصل,وهنا تظهر مرة أخرى أهمية الأمازيغية من الناحية  القانونية,فالمقولة القائلة ب” لا يعذر أحد بجهله للقانون”,لا معنى  لها,ويجب في الحقيقة أن تصبح” لا يعذر أحد بجهله للأمازيغية”,إذ كيف يعقل  أن نحاسب شخصا لا يعرف أصلا ما هو القانون ولا ماذا يعني؟ وكيف ستكون نتيجة  الاستفتاء على دستور ما مقبولة,في حين أن أغلب الناس لا يعرفون أصلا ما  المقصود بالدستور,بل و يجدون أنفسهم ولغتهم مقصيين في هذا الدستور؟
هكذا إذن تظهر أهمية الأمازيغية في شرح وتوضيح القانون والدستور للناس  بلغتهم,وحينها تصبح مقولة” لا يعذر أحد بجهله للقانون” ممكنة التطبيق.
إن استعراضنا وباختصار لبعض المجالات التي يمكن أن تساهم فيها  الأمازيغية,وبالأخص الجانب الاقتصادي والاجتماعي,لا يعني أننا ممن يتعامل  معها تعاملا برغماتيا نفعيا,ولا يعني أننا نتفق مع أولئك الذين  لا يفكرون  إلا ببطونهم ولسان حالهم يقول”كم ستعطيني الأمازيغية كم سأتفق مع  ترسيمها”,فاللغة هي أحوج إلى من يفيدها و يعطيها,فالذين منحوا حياتهم للفكر  واللغة والأدب لم يتساءلوا يوما ماذا سيمنحهم ذلك؟بل إن منهم من وهب حياته  وماله في سبيل العلم والمعرفة والأدب,ويكفي أن نعرف أن من كبار العلماء  والأدباء من مات فقيرا.
خلاصة القول فإن ازدهار الأمازيغية يعني ازدهار المجتمع المغربي وخلق  فرص كثيرة للتنمية,وهذا ما لا يريده لها أعداؤها الذين يتمنون بقاء الوضع  على ما هو عليه,ليبقوا على استحواذهم وهيمنتهم على كل مصادر الثروة والمال  والإعلام.


منوعات

 منوعات

قصص و شعر

قصص و شعر

الرئيسية

الرئيسية

تمــــازيغت

تمــــازيغت

الصور

 قصبة تاوريرت